مهما تعددت المشاكل التي يواجهها الآباء مع أطفالهم، إلا أن وقت الطعام يعتبر من أكثر الأوقات العصيبة التي يواجهونها مع الطفل. حيث يصبح الجو مشحونة بالتوتر و الضغوط بالنسبة للطفل كذلك، و يرجع ذلك إلى رفض الطفل تناول الطعام، و في أغلب الأحيان يلجأ الآباء إلى إرغام الطفل على تناول الطعام بدون رغبته أو إنهاء ما في صحنه. فهل يجب أن يرغم الطفل على تناول الطعام؟
بالطبع لا يجب إرغام الطفل على تناول الطعام دون رغبته و ذلك لعدة أسباب، نذكر منها ما يلي:
أولا: حتى إذا أجبرت الطفل على تناول طعامه، فهذا لن يمنح جسمه الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو لأنه لا يتناول الطعام برغبة و اقتناع. كما أنه لن يتعلم عادات الأكل الصحية و الجيدة و لن يستمر في تناول الطعام دائما دون رغبته.
ثانيا: مهما أجبرته على تناول طعامه سيفكر في بعض الحيل ليمتنع عن ابتلاع الطعام الذي لا يريده، و من بينها التقيؤ في الحمام أو تخزين الطعام في الفم ثم إخراجه في أقرب فرصة ممكنة و من الممكن أن يتسبب له ذلك في اختناق.
ثالثا: لن يستفيد الطفل شيئا من إرغامه على أكل الطعام الصحي في البيت مرة أو اثنين، في حين أنه قد يلجأ إلى العديد من الأطعمة الغير صحية خارج البيت. هذه الحالة ستجعل الآباء لا يعلمون ما إن حصل الطفل حتى المواد الغذائية الضرورية لنموه أم لا.
رابعا: عن إرغام الطفل على تناول طعام لا يريده يجعل فكرة الأكل ترتبط لديه بمشاعر سلبية. لذلك فهو لن يتمكن من تكوين فكرة إيجابية أو صحية في ذهنه عن الطعام الصحي مستقبلا.
خامسا: حتى تمكن الطفل من تناول الطعام الذي لا يريده، يجب أن تقدم له عدة خيارات مختلفة في الطعم و الشكل عن بعضها، حتى يرفض ما يكره و يتناول ما يريد. هذه الفرصة ستجعله يجرب أنواع مختلفة من الطعام في المذاق و الشكل، و هي تجربة ممتعة للأطفال خاصة إذا كانت أكلات لم يتناولها من قبل و ستكون بالنسبة له تجربة إيجابية لا ينساها.
سادسا: إذا كان يرفض الطفل تناول الفواكه يمكنك أن تقدم له السموثي أو قطع الفواكه مقطعة بأشكال جميلة و نفس الأمر ينطبق على الخضروات التي يمكن تقديمها فوق الصحن على أشكال كرتونية يحبها.
سابعا: لا يحب الأطفال في الغالب تناول عدة أصناف من الطعام في نفس الوقت، لذلك فإن عصائر الفواكه و الخضروات تعتبر طريقة رائعة لخلط مجموعة من المكونات و العناصر معا.