المرآة » الصحة و الطب » عادتك الشهرية ماذا تقول لك ؟
الصحة و الطب

عادتك الشهرية ماذا تقول لك ؟

عادتك الشهرية ماذا تقول لك ؟

red-flower

ثلاثة عقود من عمرك تتبدل فيها عادتك الشهرية : في العشرين والثلاثين و الأربعين . فماذا يجب أن تعرفيه عن هذه التبدلات ؟

 

تتبدل العادة الشهرية مع تقدم المرأة في السن ذلك أن التغيرات الهورمونية التي تحدث في جسمها خلال كل عقد من عقود حياتها , يمكن أن تفرض عليها بعض الحقائق, واحدى هذه الحقائق آلام سابق الحيض ( PMS) . و على كل حال , فانها كلها تبدلات طبيعية . وسواء أكانت مثار ترحيب أو كره فانها تتطلب من المرأة تعلّم وسائل جديدة للتعاطي معها . والوسائل الجديدة تستلزم بالطبع الحصول علىمعلومات حديثة .
في ما يلي عرض لما ينبغي لكل امرأة أن تعرفه , وبخاصة في أعمار 20 و 30 و 40 .

خلال العشرينات :

في هذه السن تكون المرأة قد تجاوزت مرحلة التقلبات والاضطرابات الهورمونية التي تطبع بطابعها مرحلة المراهقة , وتكون قد وصلت إلى مرحلة الثبات الهورموني الذي يهيئها للحمل .
إن دورتها الشهرية تأتي كل 23 – 35 يوماً , و المعدل الوسطي هو 28 يوماً . و يدوم نزول دم الحيض من يومين إلى سبعة أيام , ويكون تدفقه غزيراً بصورة معتدلة . وهذه هي الفترة من حياة كل امرأة التي ينبغي لها فيها الانتباه إلى ما هو طبيعي أو غير طبيعي بالنسبة لها بالذات , بحيث يكون الأساس الذي تقاس بموجبه التقلبات الشهرية المستقبلية .
فما الذي يحدث هورمونياً ؟
لكي يتصدى جسم المرأة لمتطلبات الدورة الطمثية المنتظمة , فإنه يزاول عملية معقدة , يشغل فيها هورموناته و غدده و دماغه . وفي هذا العمر ترجح إمكانية حدوث هذه العملية بصورة طبيعية .
في اليوم الأول من عادتك الشهرية , وهو من الناحية الفنية بدء دورة طمثية جديدة , يكون هورمونا الاستروجين و البروجيسترون عند أخفض مستوياتهما . وعندما تتحرك دورتك نحو الاباضة , و هي إطلاق البييضة الشهرية من المبيض , تحدث زيادة تدريجية في مستوى الاستروجين . ثم يصعد إلى أعلى مستوى له محدثاً العملية المسببة لانطلاق البييضة في اتجاه الرحم عبر قناة فالوب أو النفير . وخلال النصف الثاني من دورتك يزداد إفراز هورمون بروجيستيرون مما يؤدي إلى تغيير سمك بطانة الرحم بحيث يصبح جاهزاً في حال تخصيبها . فإذا لم تحمل المرأة في هذه الفترة فان انتاج هذين الهورمونين يقل , ثم تنسلخ ببطانة الرحم و تنزل شظايا مع دم الحيض .
من غير المحتمل أن تعاني الشابة في هذه السن آلام سابق الحيض , و لكن هناك فرصة كبيرة بأن تصاب بمغص . إن معظم حالات المغص هذه , بحسب رأي بعض الاختصاصيين , سببها البروستاغلاندنيات (Prostaglandins) , و هي أحماض دهنية تسبب تكمّش الرحم , وهذا يولد تشنجات عضلية فيه .
إن البروستاغلاندين هو النتاج الجانبي للأطعمة الدسمة التي يأكلها الانسان , و بخاصة تلك الدهون الموجودة في منتجات الألبان و اللحوم الحمراء .
في ما يلي بعض وسائل منع نغص الحيض :
· خذي أحد العقاقير اللاستيرويدية المضادة للالتهاب التي يحددها الطبيب بوصفة طبية . ولكن هنالك أيضاً عقاقير مبذولة في الصيدليات بدون وصفة طبية . وهذه العقاقير المضادة لمغص الحيض تعمل على كبت البروستاغلاندين . وهي عادة فعالة في تخفيفها للألم و بخاصة إذا تعاطتها المرأة قبل موعد دورتها الشهرية بيوم واحد أو اثنين .
· استعمال حبوب منع الحمل الشفوية , يمنع حدوث الاباضة و يحول دون تكاثف بطانة الرحم . وبذلك تقل فرصة نزول شظايا بطانة الرحم , وتقل حالات الحيض .
· يقل عدد حالات مغص الحيض بعد الحمل والولادة , وكذلك يقل مع التقدم في العمر , وذلك بسبب تضخم القناة المهبلية , ولا يعود الرحم يتقلص كثيراً من أجل اخراج السائل الحيضي .
متى تراجعي الطبيب ؟
إذا لم تكوني حاملاً , وكانت عاداتك الشهرية في السابق منتظمة , وفجأة ينعدم الحيض لمدة ثلاثة أشهر , أو إذا حدثت تبدلات شديدة على دورتك الشهرية ( كأن تصبح الدورة أقل انتظاماً و تزيد الدورة على 35 يوماً مثلاً ) . ان الأسباب المحتملة لذلك هي الضغط العاطفي أو اضطراب الغدة الدرقية أو نقص الوزن بسبب التمارين الرياضية العنيفة أو تناول الأطعمة الفقيرة في سعراتها الحرارية . هذه الحالات تزيد من امكانات الاصابة بترقق خطير للعظام مسبب لسرعة تقصّفها .
و يجب عليك أيضاً إبلاغ طبيبتك النسائية بحالات المغص التي لا تتجاوب مع العقاقير اللاستيرويدية المضادة للالتهابات أو حبوب منع الحمل , و كذلك إبلاغها بأمر أي ألم غير معتاد أثناء دورتك الشهرية . في هذه الحالة قد يكون هناك نمو غير طبيعي في الرحم أو حوله أو عدوى , يجب ان يترك أمر تحديدها للطبيب المختص .

في الثلاثينات توقعي ما يلي :

ان عادتك الشهرية التي كانت تسير بدقة الساعة , قد أخذت تفقد انتظامها و ذلك بسبب التبدلات الهورمونية التي طرأت على جسمك . قد يتكاثر عدد مرات الدورة , وقد يزداد الطمث غزارة و يطول مدة يمكن أن تصل إلى ستة أو سبعة أيام .
فما الذي يحدث هورمونياً ؟
منظومتك الهورمونية يمكن أن تبدأ في ارتكاب خطأ الاطلاق الهورموني بين حين وآخر. وانتاج جسمك من هورموني الاستروجين والبروجيستيرون يصبح أقل تكهناً به , مما يؤثر على انطلاق الرسائل الجسمانية إلى الدماغ .
اضافة إلى ذلك , فان كثيراً من النساء تبدأ عندهن أعراض متلازمة سابق الحيض , في الثلاثينات من عمرهن . و هذه الأعراض التي تظهر لدى هؤلاء قبل موعد الدورة الشهرية بمدة قد تصل إلى أسبوعين , تتوقف بصفة عامة حال بدء الحيض , وهي اعراض كثيرة مثل النفخة و زيادة الوزن و التحسس الشديد للثديين باللمس و الصداع وآلام الظهر و حب الشباب و شدة الانفعال و الانقباض والقلق والانحطاط وأسباب هذه معقدة . وليست الهورمونات وحدها هي السبب بل ان حدوث تبدلات في المواد الكيميائية بالدماغ التي تؤثر على المزاج , كمادة سيروتونين و مادة دوبامين , يمكن أن يكون لها تأثير أيضاً .
انه لا ضرورة لأن تعاني المرأة من هذه الأعراض فهناك عقاقير كثيرة مضادة للاكتئاب يمكن ان يصفها الطبيب مثل بروزاك Prozac وباكسيل Paxil و زولوفت Zoloft و ايفيكسور Effexor , ولها تأثير على المواد الكيميائية بالدماغ و تساعد على تخفيف أعراض متلازمة سابق الحيض . وهذه تستعمل بنصف قوتها و تؤخذ في الأسبوعين الأخيرين من الدورة الشهرية و ينحصر اداؤها في إحداث زيادة في سيروتونين الدماغ . ومفعولها سريع في هذه الحالة بالذات .
· يمكن معالجة النفخة بتعاطي مائتي ميليغرام من المغنيزيوم يومياً .
هنالك حبوب كربونات الكالسيوم قابلة للمضغ , مثل طارد الحموضة تامز Tums , أو مكملات الكلسيوم ( 1200 مغ يومياً ) , يمكن أن تسبب راحة عامة .
· غزارة الطمث يمكن ان تكون شكوى كبيرة عند بعض النساء . وحالة غير عادية في غزارتها ربما كان معناها انه لم تحدث لديك إباضة , لذلك فان جسمك لم ينتج البروجيستيرون الذي يأمر بطانة الرحم بوقف التكاثف , لذلك فان البطانة تمضي في تناميها و أخيراً تنطلق بصورة طمث غزير .
لا ضرورة هنا أيضاً لأن تتحملي هذا الازعاج , بل تناولي عقار تعويض البروجيستيرون لمدة أسبوعين في كل شهر .
· تناولي كل يوم ملعقتي طعام من زيت الكتان الذي يحتوي على أحماض دهنية يمكن أن تساعد على الإباضة في منتصف الدورة الشهرية .
متى يراجع الطبيب ؟
إذ أخذت تعانين غزارة في الطمث ( يمكن أن تسبب لك فقر دم , أو إذا لاحظت تبدلاً مهماً في شكل عادتك الشهرية ( يمكن أن يكون عرضاً من أعراض الاصابة بالليف الذي هو عبارة عن ناميات أو سلائل على جدار الرحم , أو هجرة بطانة الرحم . هذه الأعراض تزداد شيوعاً بين بعض النساء بعد سن الخامسة و الثلاثين ) .

في الأربعينات من عمرك – ما هي توقعاتك :

أنت الآن تقتربين من الفترة السابقة لسن اليأس , و هي الفترة التي يتراوح طولها بين سنتين و سبع سنوات من الفترات الطمثية غير المنتظمة التي تسبق بلوغ سن اليأس . يبدأ سن اليأس رسمياً بعد توقفك عن الحيض لمدة عام كامل و يحدث هذا تقليدياً في حوالي الحادية و الخمسين من العمر .
في هذه السن يقل عدد الدورات التي تحدث فيها إباضة عند المرأة . قد يزداد الطمث أو قد يقل . وقد تطول فترة الحيض أو تقصر . وليس هنالك من خط يحدد ذلك بدقة فما الذي يحدث هورمونياً ؟
ان التوجه الذي بدأ عندك في الثلاثينات , يستمر حيث تحدث تبدلات في مستويات إفراز البروجيستسرون و الاستروجين و عند بعض النساء تحدث طفرة في إفراز الاستروجين . تستمر هذه المرحلة السابقة لسن اليأس بضعة أشهر .
ان تركيبك الفيزيولوجي قد يسبب لك الاصابة بسابق الحيض للمرة الأولى في حياتك , أو أنه قد يضاعف لديك هذه المشكلة . بالنسبة للنساء اللواتي يمررن في فترة تضاعف الاستروجين قد يصبن بملازمة لبعض الأعراض مثل النفخة و إحساس بامتلاء الثدي و شدة تحسس بالألم بالثدي . و قد تستمر هذه الأعراض عندهن إلى ما بعد الأسابيع السابقة لسن اليأس .
وهذا التضارب الشديد في الافرازات الهورمونية يمكن أيضاً أن يسبب إصابة المرأة بهبات حارة , سببها كثرة تدفق الدم إلى القسم العلوي من الجسم .
متى تراجعين الطبيب ؟
إذا عانيت مغصاً أو غزارة في دم الحيض . فهاتان الحالتان قد تكونان نذيراً بوجود الليفوم أو السلائل أو الانتباذ البطاني الرحمي ( هجرة بطانة الرحم )